نبذة تاريخية
تأسس متحف التاريخ الطبيعي التابع لجامعة البصرة عام 1972 وهو من المراكز العلمية والثقافية والسياحية المهمة لكونه يهتم بالتاريخ الطبيعي لبيئة محافظة البصرة والتي تشمل البيئة المائية بأنواعها البحرية والنهرية والاهوار وبيئة السهول والصحاري بكل ما تحتويه من نباتات وحيوانات وكائنات حية مرئية او مجهرية وكذلك التاريخ الطبيعي الجيولوجي لهذه البيئات ليكون بمثابة مرجع علمي مهم للباحثين وطلبة الدراسات والمهتمين بالعلوم الطبيعية.
احتوى المتحف على العديد من قاعات العرض العرض التي تتضمن نماذج طبيعية محنطة ومجسمات للعديد من اللبائن والطيور والاسماك والحيوانات البحرية الاخرى اضافة الى الحشرات والنماذج الجيولوجية لبيئة المنطقة والتي تضم العديد من نماذج الصخور والترب المختلفة. وكل هذه النماذج تمثل الواقع البيئي الفريد لمحافظة البصرة.
من أشهر النماذج التي كانت معروضة في هذا المتحف هو هيكل عظمي مع مجسم لحوت ضخم بطول 12 متر عثر عليه في مياه الخليج وتم انتشال جثته من منطقة خور الزبير عام 1976 وتم نقله الى المتحف ومن الطريف ان السكان تفاعلوا مع هذا النموذج لدرجة انهم باتوا يطلقون على المتحف تسمية متحف الحوت نسبة لهذا النموذج المميز.
الموقع القديم للمتحف كان يقع على كورنيش شط العرب بمساحة 2500 متر مربع وهو من المباني البصرية التراثية التي كانت بالأساس مقر لشركة انكليزية تدعى كرمنكنزي مهتمة بالاستيراد والتصدير وقد كان مبنيا على الطراز البصري العريق المتمثل بالشناشيل وكثرة النقوش والسقوف الخشبية وهذا الموقع ملاصق لموقع رئاسة جامعة البصرة كما انه قريب من فندق الشيراتون وبناية البنك المركز ويبعد مسافة قريبة من تمثال الشاعر البصري الشهير بدر شاكر السياب وللأسف هذا الموقع تعرض للتخريب والحرق والهدم عام 2003 بعد الاحداث التي رافقت اجتياح القوات الامريكية وقوات التحالف للعراق مما أدى الى توقف عمل المتحف تماما.
من الكوادر الرواد لهذا المتحف الدكتور خليل ابراهيم، وعبد الرضا بتور وفاضل فرج الجبوري وياسين ابراهيم خميس وجميعهم كانوا يعملون في مجال تحنيط الطيور، ثم عينت بعد ذلك أربع موظفات هن عائدة جابرو ومعاني الشمري وأمل موزان وأمل الناصري. كما عمل في المتحف العديد من الخبراء العرب والأجانب مثل المستر ميرزا (باكستاني، عمل مديرا لمتحف لاهور قبلها) وقد كان متخصصا في التحنيط وكذلك الخبير المصري محمد عوض محمد محسن وقد كان خبيرا في الكائنات البحرية والذي اضاف الكثير من الخبرات للعاملين في المتحف كما عمل ايضا عدد من الخبراء الروس والالمان.
من النشاطات العديدة التي كان يقوم بها المتحف هي اقامة الدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات حول بيئة البصرة بكل ما تحتويه من نباتات ولبائن وطيور والسماك لينقلوها بدورهم الى التلاميذ وقد ادت هذه النشاطات الى استقطاب الزوار وخصوصا المدارس من محافظة البصرة والمحافظات الاخر بحيث وصل معدل الزيارات المدرسية للمتحف إلى 10 مدارس اسبوعيا.
بعد استقرار اوضاع العراق ما بعد عام 2003 نسبيا استحثت الجهود لإعادة بناء هذا الصرح العلمي من جديد وقد خصص له أحد بنايات مجمع القصور الحكومية في منطقة البراضعية المطلة على شط العرب عام 2013 ولا زال المتحف في هذا الموقع إلى الان والعمل مستمر على تطويره ورفده بالنماذج واستحداث القاعات بجهود الجامعة وكوادرها خدمة لعراقنا الحبيب.
حيث بدأ العمل باستحداث قاعة البيئة البحرية والتي تحتوي على نماذج كثيرة ومتنوعة تشمل انواع متعددة من الاسماك والقشريات والنواعم وغيرها والتي تعكس الواقع البيئي لمنطقة الخليج العربي كما اعيد بناء مجسم الحوت. كما أعيدت قاعة الاهوار والتي تعكس واقع بيئة الاهوار الجميلة والغنية بالعديد من الانواع النباتية والحيوانية الفريدة والطيور المهاجرة والتي على اساسها دخلت الاهوار إلى لائحة التراث العالمي وبذلك أصبح من الواجب توثيق هذه البيئة لما تمثله من بصمة فريدة للمحافظة والمحافظات المجاورة. كما استحدثت ايضا قاعات عرض لنماذج الحشرات ومفصليات الارجل الاخرى التي تستوطن بيئة المحافظة ونماذج جيولوجية من مناطق مختلفة من محافظة البصرة والعمل جار على استحداث قاعة المعشب النباتي لتوثيق التاريخ الطبيعي للغطاء النباتي للمحافظة.